الريس عمر حرب.. دعوة خاصة من الشيطان

بعد النجاح الكبير على المستويان الجماهيري والفني الذي حققه المخرج الكبير خالد يوسف من خلال فيلمه حين ميسرة.. وأيضا من مشاركته في إخراج فيلم هى فوضى.. وعدد من الافلام السابقة التي أسست تاريخا فنيا رائعا لمخرج شاب صعد إلى قمة الهرم.. بسرعة معقولة إلا أنه في هذه المرة أخفق الاختيار بشكل واضح جدامن خلال اخر أفلامه "الريس عمر حرب".. الذي يقدم من خلاله وجهة نظر غريبة على المجتمع المصري والعربي وكذلك الغربي.. ويرفضها الجميع على حد السواء

تغطية وتصوير / وائل الغزاوي

تناقش القصة الاساسية للفيلم حياة شاب "خالد" هاني سلامة.. وقد أختير أسمه بعناية رمزا للخلود والبقاء.. كما أختير أسم "عمر حرب" للفنان خالد صالح وقد يرمز هو الاخر إلى عُمر الصراع أو الحرب.. "حبيبه" سمية الخشاب.. وهو أيضا أسم تم اختياره بعنايه فهى الخليلة أو الصديقة.. وغادة عادل.. ومن تأليف هاني فوزي وإخراج خالد يوسف وانتاج شركة الباتروس لصاحبها كامل أبو علي

بالرغم من أن فيلمه السابق كانت تدور أحداثة من قلب مصر من داخل إحدي المناطق العشوائية صعودا إلى سطح المجتمع.. ليدخل إلى جميع الطرقات التي تدل على الفساد.. وناقش من خلاله عددا من القضايا التي تهم المواطن العادي والغير عادي.

إلا أن فيلم "الريس عمر حرب" تدور غالبية أحداثه في مكان لم يرتادة الكثير منا ولا يعرف ما يدور بداخله غير أنه مكانا يجتمع فيه الفسق والفجور وكل ما يغضب الله.. لكنه أراد أن يغير هذه الصورة الراسخة من العقائد السماوية والعادات والتقاليد.. لنجده ينقلنا إلى عالم يشبه بأنه عالم السمو.. "عمر حرب" هو الاقرب جدا إلى شخصية الشيطان الذي يوسوس إلى البشر إذا اعتبرنا أن شخصية "خالد" هي الإنسان الذي ينساق بشكل سريع ومباشر إلى الطريق الذي رسمه له الشيطان وهو العمل كـ "ديلر" في صالة قمار بإحدى الفنادق الكبرى

الحوار بالرغم من دقته وتركيزة على تفاصيل الكلمات إلا أنه اتسم وبكل وضوح بالكفر.. وهذا واضح جدا من خلال حوار عمر حرب مع خالد في قوله "أنت إله نفسك.. وقد خلق الانسان للخلود الا أنه يموت.. ولن يمسك أى شئ بالكون طالما أنت معي.. وأنا اصطفيتك".. وغيرها من الكلمات التي اكسبتنا ثواب الاستغفار داخل قاعات العرض.

جاء التصاعد الدرامي ضعيف جدا من خلال السرد على لسان خالد.. وهذا الاسلوب لا يتوافق مع الفن السابع لان أساس الفن السينمائي هو سرد الاحداث من خلال الصورة والحوار الذان يسردان الاحداث.. وتتميز الافلام التي تفتقد إلى العمق السينمائي بالسرد من خلال الراوي أو إحدى الشخصيات

كما أن من يعمل ديلر في فندق أو على طرابيزة "الروليت" التي نراها في صالات القمار من خلال الافلام الاجنبية عادة ولا يعرف الكثير منا كيف تعمل أو على الاقل لا يريد أن يعرف.. يكسب مبلغا كبيرا جدا شهريا كراتب على مهنته الغير شريفة.. إلا أن الاحداث لم تطرق إلى ذلك من خلال الاحداث التي اغلقت على علاقاته النسائية وعلاقته مع عمر حرب.. كما أنه لم يأتي المؤلف هاني فوزي بجانب أخر مختلفا عن هذه الشخصية ليوجد صراعا.

الغريب أن مخرج العمل خالد يوسف والأبطال تشاركوا في أكثر من عمل سينمائي.. جيد من الناحيتين الفنية والجماهيرية على حد السواء كما قدم فيلما خفيفا مثل زواج بقرار جمهوري.. واخر اثارة مثل ويجا.. إلا أن هذا الفيلم لا توجد به الاحداث الكافية فشخصية "الديلر".. لا تهم الكثير ولا نريد أن نعرف تفاصيل عملها المحرم.. إلا أننا تستهوينا معرفة تفاصيل عمل الجراح.. أو الموسيقار.. أو غيرها من المهن الشريفة.. والشخصيات التي نصادفها في حياتنا اليومية.

كما أنه اخفق في جانب هام وهو تمثيل الشيطان بشكل عظيم.. فهذا الخطئ لن يغفره الجمهور له وأن حدث.. فهل سيغفر الله له هذا العمل.. الذي ينصر فيه الشيطان على كل المبادئ التي تربينا عليها.

الريس عمر.. عرض خاص

تميز العرض الخاص الذي اقامته شركة الباتروس للانتاج الفني (كامل ابو علي) في سينما نايل سيتي بالزحام الشديد.. فقد حضر معظم الحضور العرض الخاص أما واقفين أو جالسين على الدرج المؤدي للكراسي التي كانت ممتلئة عن اخرها.. وبتواجد عدد كثيف من البودي جارد.
حضر في البداية المخرج خالد يوسف الذي لم يدلي بأى تصريحات قبل عرض فيلمه.. ليؤكد أنه سيتكلم بعده
بينما حضرت كل من سمية الخشاب وهاني سلامة وغادة عبد الرازق.. بعد دخول المدعويين أى في بداية العرض السينمائي.. كما خرج الجميع من الباب الخلفي للسينما لعدم مواجهة النقد سواء من الجمهور أو الصحفيين أو القنوات الفضائية.
بينما خرجت غادة عبد الرازق مع زوجها وليد التابعي.. وسط كردون من البودي جارد ضخام الجثث الذين منعوا المصورين والقنوات الفضائية من تصويرهم.. لدرجة أن زجاج أحد المحال الموجود في النايل سيتي كان يكاد أن ينكسر بسبب تدافع البودي جارد ـ عليا شخصيا ـ أثناء التصوير غير أنهم تعاملوا وكأنهم يحرسون شخصية مستهدفة.. أو يهربون شخصية عامة من انفجار محقق.. ثم تم اغلاق الباب المؤدي للاسانسير ولم يتمكن الفنان خالد زكي من الدخول ووقف خلف الباب وهو ينادي "أنا خالد زكي أفتح الباب.. أفتح الباب أنا خالد زكي".
كما حدثت العديد من المشاجرات بين أفراد الامن والبودي جارد الذي كانوا يوجهو كلمة " لو سمحت اخرج بره" للصحفيين والمصورين!!.
## لن يتم نشر الصور التي تم التقاطها بالعرض الخاص احتجاجا على الاسلوب الذي تم التعامل به مع الصحفيين والمصورين.. ونكتفي بصورة افيش فيلم الريس عمر حرب